أحمد بن فارس بن زكرياء القزويني الرازي، أبو الحسين من أئمة اللغة والأدب. ولد سنة (329هـ) أصله من قزوين، وأقام مدة في همذان، ثم انتقل إلى الري فتوفي فيها، سنة (395هـ).
معجم لغوي ضخم، جمعه مؤلفه معتمدًا على خمسة كتب هي: 1ـ العين، للخليل بن أحمد الفراهيدي، 2ـ غريب الحديث، 3ـ مصنف الغريب وكلاهما لأبي عبيد، 4ـ كتاب المنطق لابن السكيت، 5ـ الجمهرة لابن دريد. وما كان من غيرها نص عليه عند النقل، وقد رتبه على حروف الهجاء في الحرف الأول من المادة فبدأ بالهمزة، ويجعل الحرف الثاني الذي يلي الأول. فبدأ في كتاب الهمزة بـ «أب» ثم «أت»، وفي كتاب الفاء بـ «فق» ثم «فك» وهكذا.
هذا كتاب من أوائل الكتب التي جمعت ما تفرق من فنون فقه اللغة، وهو في موضوعه أشبه بكتاب «الخصائص» لابن جني، إلا أن عبارته فيه موجهة لتكون في متناول الجميع، بخلاف عبارة ابن جني، وقد بيَّن المصنف أن كتابه هذا مفرق في أصناف مؤلفات العلماء المتقدمين، وأن عمله يتمثل في اختصار مبسوط، وبسط مختصر، وشرح مشكل، وجمع متفرق، ويعتبر المصنف مثالًا واضحًا للأمانة العلمية، حيث نرى معظم أقواله منسوبة إلى أصحابها، مرفوعة إلى قائليها بأسانيد كصنيع أهل الحديث.